الأحد 20 ديسمبر 2020
في زياراتي المتعددة لليابان شاهدت اعتماد اليابانيين في التنقل بشكل شبه كامل تقريبا على السكك الحديدية. تجد في أغلب المدن القطارات المعلقة والارضية والتحت أرضية في نفس المحطات في منظومة غاية في التعقيد كانت كل علاماتها الارشادية باللغة اليابانية حتى وقت قريب لذلك كان يصعب استعمالها بدون مرافق ياباني.ـ
في ساعات الذروة تتحرك كتل من ملايين اليابانيين داخل هذه المحطات في منظر يندر أن تراه في أي مكان في العالم. وعلى الرغم من ذلك تجد الالتزام الصارم والهدوء والنظافة. كما يوجد في كثير من المحطات موظفين كبار في السن يرتدون زي رسمي غاية في الشياكة عملهم الوحيد هو الوقوف جوار أبواب القطار لتحية الركاب. عرفت بعد السؤال أن هذه الشركات تقوم بإسناد هذه الوظيفة للعاملين الذين أحيلوا للتقاعد لتحسين ظروف حياتهم ولخلق دور لهم في خدمة المجتمع.ـ
أما القطارات بين المدن فهي قصة أخرى. الفخامة والهدوء والاتزان الذي يشعرك كأن القطار لا يتحرك على الرغم من اقتراب سرعته من 200 كم/ساعة ليقطع مسافة الـ 520 كم بين مدينة كوبي وطوكيو في ثلاث ساعات ممتعة بين مناظر الطبيعة اليابانية الخلابة وأيضا تتصل بالعالم من خلال شبكة الواى فاى داخل القطار. كان ذلك في سنة 2004 عندما كان أغلبنا لم يسمع عن تكنولوجيا الواى فاى بعد.ـ
معادلتي الصعبة:ـ
أحب السفر وأكره الرحيل!ـ
سارة درويش
الكلام عن فوائد السفر لا ينتهي. تحسين التواصل خصوصا مع الغرباء، تطوير الثقة في النفس والقدرة على التأقلم. تقليل الارتباط بأشيائك التي تكومها في بيتك بدون لزوم. اشباع حب المعرفة والاستكشاف والمغامرة. مقابلة ناس جديدة وجمع الذكريات الممتعة وغيرها الكثير. يعني باختصار السفر يجعلك أكثر سعادة.ـ
وعلى الرغم من أنه مازالت هناك كثير من الاماكن التي أحب أن أزورها غير أن حبي للسفر بالطائرات قل كثيرا حتى من قبل كارثة الكورونا نتيجة التعقيدات الأمنية وطوابير الفحص والتفتيش التي لا تنتهي. ونظرة رجال أمن المطارات على أن كل راكب هو إرهابي محتمل لحين اثبات العكس. هذا طبعا بالإضافة لبهدلة الحصول على الفيز والارتفاع الجنوني لثمن تذاكر الطيران. ثم جاءت الكورونا وقضت على أي احتمال للسفر بالطائرات إلا للضرورة القصوى ولا يعلم أحد حتى متى.ـ
عندما تنقشع غمة الكورونا فسيكون السفر بالقطار في مصر هو البديل اللطيف بالنسبة لي. فمازالت محطات القطارات تخلو تقريبا من أي عكننة امنية وشراء التذاكر سهل واثمانها معقولة، وهناك الكثير من الأماكن في مصر التي تصل لها القطارات والتي لم أزورها بعد. كما أن معايير السلامة تحسنت بشكل كبير ونوعية القطارات تطورت بشكل ملحوظ، بعد أن كان ركوب القطار يمثل مغامرة غير مضمونة العواقب. طبعا مقارنة مع المحطات والقطارات في الدول المتقدمة مازال أمامنا الكثير. كما يبقى السفر بالسيارات أو بالأتوبيسات (وخصوصا التي يقوم باستئجارها صديقنا العزيز الدكتور بهاء) بديل محتمل أخر وخصوصا مع استكمال الكثير من الطريق السريعة الجديدة.ـ
البني آدم منا علي سفر …ـ
النهارده بيغني زي طير الشجر …ـ
بكره لا حس ولا خبر …ـ
مصطفى محمود