تقاليد عائلية


الأحد 25 أغسطس 2019

كيف أصبحت الحياة بدون أنترنت غير ممكنة؟

نفقد الانترنت لدقائق فنصبح كالمدمنين الذين يتذمرون بعصبية مخيفة عندما لا يجدوا ما أدمنوا عليه.ـ

هو قطعا ادمان.ـ

يكفي أن تري أفراد عائلتي ونحن نجلس معا في غرفة واحدة. كل منهمك تماما بالجهاز الذي أمامه، تليفون أو كومبيوتر أو كليهما. لا أحد يتحدث ولا ينظر للأخر وإذا قال أحدنا تعليق في الاغلب لن ينتبه ولن يرد أحد. يعني نجلس في نفس الغرفة ولكن لا أحد موجود. كل يحلق في فضاءه الافتراضي.ـ

وعلى الرغم من ذلك فإن الشكوى من بطيء الانترنت وانقطاعها لا يتوقف. فنحن أربعة في البيت لكل منا تليفون وكومبيوتر متصلين بالانترنت باستثناء زوجتي العزيزة التي تستعمل تليفونين وكومبيوتر. هذا بالإضافة لجهاز الاستقبال التليفزيوني والذي يتصل هو الاخر بالأنترنت. يعني عشرة أجهزة.ـ

طبعا بمجرد ما نجتمع كلنا يبدأ جهاز الراوتر المسكين في محاولة التعامل مع هذا العدد من الأجهزة وكثيرا ما يصيبه الارتباك ويتجمد ويعلن الاضراب ليكون الحل الوحيد هو فصل الكهرباء عنه ثم إعادة توصيلها مرة أخرى ليبدأ من جديد محاولته لأداء مهمته. ـ

ولأن هذا الامر كان ومازال يتكرر كثيرا مما أدى لتضرر مفتاح الكهرباء الموجود في الجهاز وكان على وشك التلف، فقمت بتركيب مفتاح خارجي يشبه سلسلة شد السيفونات أيام زمان لسهولة فصل وتوصيل الكهرباء في محاولة لإطالة عمر الراوتر المسكين.ـ

وأصبح هناك تقليد عائلي في المرات غير الكثيرة التي نجلس فيها كلنا معا أن يقول أحدنا “هي النت وقعت؟” ثم ننظر لبعضنا للبحث عن متطوع ليقوم و”يدي زوبة زقة” قصدي “يدي الراوتر شدة”.ـ

حاليا أدرس مشروع لاستبدال سلسلة شد السيفونات بمفتاح يعمل بالريموت حتى يمكن إعادة تشغيل الراوتر بدون الحاجة لإيجاد متطوع يضطر لترك فضاءه الافتراضي ليقوم “يدي الراوتر شدة”. ـ

غالبا هذا ما سيقوله أولادي لأولادهم: “كانت أيامنا صعبة جدا، كانت الانترنت تأتي عن طريق جهاز متخلف أسمه راوتر كل شوية لازم تديله شدة.”ـ

مقولة غير معروف قائلها

لقد أصبح من الواضح أن تكنولوجياتنا تجاوزت إنسانيتنا

Leave a Reply ! أترك رد

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.